المعلم بين التكوین الذاتي والتكوین الجماعي

یواجه التعليم في عالمنا العربي المعاصر تحديات كبيرة، وخاصة ونحن نلج عالم التكنولوجيا المتقدمة، وندخل بؤرة العولمة التي أصبحت لزاما علينا في مجالات عدة، وأصبح التعليم یواجه عراقيلها قصد التمكن منها، وذلك بدخوله ساحة التقانة باستحداث الوسائل التعليمية الحدیثة كإحدى الدعامات التي لا بمكن الاستغناء عنها، وأضحى انتشار هذه الوسائل مصطلحا واستعمالا شيئا مألوفا عند معظم فئات المجتمع المثقف وغيره، ولما للوسائل التعليمية والعلمية من دور فعال في التدريس، فإن جميع المؤسسات التعليمية، وعلى نطاق مستویاتها، أصبحت تواجه جزءا كبيرا من اهتماماتها لتوفير هذه الوسائل، والتأكيد على ضرورة استخدامها والاستفادة منها، ولن یستطيع المتعلم استعمالها أو الوصول إلى هدفها، إلا عن طریق أداة فعالة ومحركة للعملية التعليمية ألا وهي المعلم، والذي بدوره یعمل على تحسين عملية التعلم، فينمي في طلبته تحصيلا فكریا، ویبسط لهم الحقائق العلمية ویغرس في نفوسهم القيم الأخلاقية، ویبث فيهم روح التفاني وحب العمل والاجتهاد، فنحن اليوم بحاجة أكثر من قبل إلى استراتيجيات تعليم وتعلم، تمدنا بآفاق تعليمية واسعة ومتنوعة ومتقدمة، تساعد طلابنا على إثراء معلوماتهم وتنمية مهارتهم العقلية المختلفة، وتدربهم على الإبداع وإنتاج الجدید والمختلف . وهذا لا یتأتى بدون وجود المعلم المتخصص الذي یعطي طلابه فرصة المساهمة في وضع التعميمات وصياغتها وتجربتها ، وذلك من خلال تزویدهم بالمصادر المناسبة وإثارة اهتماماتهم وحملهم على الاستغراق في التفكير الإبداعي وقيادتهم نحو الإنتاج الإبداعي، وأن تكون لدیه القدرة على إبداء الاهتمام بأفكار الطلاب واستخدام أساليب بدیلة لمعالجة المشكلات، وعرض خطوات التفكير عند معالجة المشكلة بدلا من عرض النتيجة فقط، مما بدفعهم نحو تطوير نماذج التفكير والقدرة على تقييم نتائج التعلم بشكل فعال.

  ولن أكون مبالغا إن قلت إن حال المتعلم في المؤسسة انعكاس لحال معلمه، وصورته في سلوكه وتصرفاته، ذلك أن المعلم أساس العملية التعليمية، بل الركيزة الرئيسة وحجر الزاویة فيها، فالمتعلم یقضي معظم وقته مع معلمه أكثر مما یقضيه مع أسرته فيستفيد منه؛ ویتأثر بسلوكه وتصرفاته سلبا أو إیجابا،و يعد المعلم الأساس الرصين للعملية التربوية؛ وذلك لأهمية دوره، حيث يسعى إلى إكساب التلميذ المهارات الأساسية والقيم الأصيلة، كما أنه هو أداة المجتمع لتحقيق أهدافه وصنع أجياله، وهو ، فكلما كان مصدر الإشعاع الفكري والعقلي والوجداني الذي ينعكس بدوره على شخصية التلميذ المعلم مقدرا ظروف طلبته بمختلف جوانبها الاجتماعية والنفسية والفكریة، كلما كان قد أضاف جانبا إبداعيا للعملية التربویة والتعليمية، ولا یتأتى له ذلك إلا من خلال عملية التكوین والتدریب تكوینا ذاتيا وجماعيا، ليتسنى له القيام بمهمته على أآمل وجه، وهو ما أحاول توضيحه وتحليله في هذا البحث. یعتبر تكوین المعلم من المواضيع الهامة التي یجب أن تنال اهتماما بالغا، كونه لم یحظ بالاهتمام الكامل، لأن تكوین المعلم ضرورة تفرضها الحياة الاجتماعية في وقتنا الحاضر، وبخاصة أننا في عصر التطور والعولمة، العصر الذي یتطلب نقل المعلومات بوساطة تقانات أوجبتها الثورة التكنولوجية في تكوین المعلم وتحسين أدائه، وهو ما یحاول القيام به في إدارة تنمية الموارد البشریة، مما جعل الأساليب تنتقل من التقليد إلى التجدید، و( ینال التكوین في الوقت الراهن أهمية كبيرة لدى القائمين على إدارة تنمية الموارد البشریة، ولذا تغيرت أساليبهم من الصورة التقليدیة إلى أن أصبح التكوين من نماذج قياس الجودة.
لتحميل بحث بعنوان:المعلم بين التكوين الذاتي و التكوين الجماعي ل:الأستاذ بوهني نصر الدين من :  هنا


لمزيد من الاستفادة اليكم مجموعة من كتب التربية والتعليم

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.